جريمة بشعة بقلم: أ.وائل عبد الرزاق المناعمة

عدد المساهمات : 58 تاريخ التسجيل : 03/08/2009

يستخدم العدو الصهيوني جميع الأساليب والوسائل غير المشروعة للتعامل مع أبناء شعبنا الفلسطيني، بل والتعامل مع جميع من ليسوا بيهود حسب معتقداتهم، ولعل التاريخ يسجل مئات الحوادث التي قام فيها اليهود بخطف وذبح أطفال النصارى والمسلمين من أجل الحصول على دمائهم لخلطها بعجين فطائر عيد الفصح، حيث ثبت ذلك في كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا وأسبانيا وسويسرا وإيطاليا وغيرها من الدول التي عاش فيها اليهود منغلقين على أنفسهم خشية الذوبان في الشعوب الأخرى، مما جعل شعوب وحكومات الأرض بلا استثناء تكرههم نتيجة إجرامهم في مختلف الميادين، ورغبة منها للتخلص من اليهود عملت الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا لإنشاء وطن قومي لهم غصباً على أرض فلسطين، فكان وعد بلفور وما تلاه من دعم متواصل ولا محدود لهذا الكيان الذي يحمل بذور فنائه مع ميلاده.

واليوم تتكشف لنا جريمة جديدة وغير مستبعدة تضاف إلى السجل الطويل من الجرائم الصهيونية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد، وهي جريمة سرقة أعضاء الفلسطينيين بعد قتلهم والتي كشف عنها صحفي سويدي عمل سنوات عديدة للتأكد من هذه الجريمة الخطيرة التي تضرب بعرض الحائط جميع المواثيق والأعراف الدولية التي تحافظ على الإنسان حياً وميتاً.

وهنا نرجع بالذاكرة قليلاً إلى الانتفاضة الأولى التي بدأت في العام 1987م. حيث عمد جيش الاحتلال الصهيوني إلى قتل مئات الأطفال والشباب والنساء والشيوخ بدم بارد، وكان في غالب الأحيان إذا استطاع الحصول على جثة الشهيد يقوم بنقلها إلى معهد أبو كبير بحجة تشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة، وتمكث جثة الشهيد أياما قد تصل إلى أسبوع، بعدها يتم السماح للأهل باستلام الجثة ليتم دفنها، وحسب شهادة العشرات من أهالي الشهداء في تلك الفترة، أكدوا جميعاً أنهم استلموا جثث أبنائهم وهي محشوة بالقطن بعد أن قام العدو بخياطتها طولياً وعرضياً، ونحن كشعب مسلم نقوم بدفن جثة الشهيد أو ما بقي منها بسرعة إكراماً له حسب الشريعة الإسلامية دون التأكد من سلامة الجثة أو معرفة ما قام به العدو من فعل مشين يتعلق بسرقة الأعضاء والأحشاء الداخلية للشهداء.

وغني عن التذكير أن إدارة الصحة والإشراف على المستشفيات الفلسطينية إبان الانتفاضة الأولى كانت من صلاحيات الاحتلال الصهيوني, أي أن الجريمة كانت أشبه بالكاملة.

وفي نفس السياق هناك مئات الشهداء من العرب والفلسطينيين لم يتسلم ذويهم جثثهم حتى اللحظة، وقام العدو بدفنها فيما يسمى بمقابر الأرقام.

إن هذه الجريمة التي تضاف إلى سجل الجرائم الصهيونية الطويل بحق شهدائنا وهم خيرة أبناء هذا الوطن بل والأمة العربية والإسلامية لهي بحاجة إلى كشف المزيد حولها وإثارتها بقوة في جميع المؤسسات والهيئات الأممية، ورفع دعاوي على المحتل في مختلف محاكم الدول التي تسمح قوانينها بذلك، من أجل الكشف عن الوجه القبيح للمحتل الذي يدعي في كل مناسبة أنه يحترم حقوق البشر....