أكد رئيس رابطة علماء فلسطين والنائب في المجلس التشريعي مروان أبو راس أن حركة حماس والحكومة الفلسطينية استطاعت توسيع علاقاتهما مع كل دول العالم، مشيرًا إلى أن وجود دعوات أوروبية لمحاكمة قادة الاحتلال على حربهم الأخيرة.
وأضاف أبو راس في حوار وزعه المكتب الإعلامي لحركة "حماس" شرق غزة وذلك عقب عودته من جولته الخارجية أن "دول العالم أصبحت تدرك أكثر من أي وقت الظلم الذي يقع علي الشعب الفلسطيني بسبب الحصار والعدوان، فالشعوب العربية أبدت تضامنًا وتعاطفا شديدًا معنا".
أكد على ضرورة عدم الابتعاد كثيراً عن العالم، ونقل معاناة الشعب الفلسطيني بصورة مباشرة، لأنها أشد تأثيراً من وسائل الإعلام، مشددًا على أن قضية القدس لم تغب عن جولتهم الخارجية، مضيفًا أنها "تحتاج لوقفة شاملة وجامعة من الأمة العربية والإسلامية".
وحول أحداث مدينة رفح الأخيرة، قال أبو راس: :إن "محاربة الفكر التكفيري وتحصين المجتمع منه يتم عن طريق تحصين الأجيال من هذا الفكر".
وأضاف أن "واجب العلماء أكبر من واجب الحكومة التي تحفظ الأمن في محاربة هذا الفكر لأن العلماء هم الذي يصلون إلى قلوب المواطنين".
وفيما يلي نص الحوار:
- ما هي طبيعة جولتكم الأخيرة في عدة دول عربية وإسلامية؟
كانت جولة برلمانية فلسطينية تهدف لفك الحصار عن قطاع غزة، بصفتي رئيس لجنة فك الحصار الحكومية، برفقة عدد من النواب والنائب الأول لرئيس المجلس أحمد بحر تخللها زيارات ولقاءات مع رؤساء عدد من البرلمانات العربية والإسلامية.
- ما هي الدول التي تم زيارتها، وهل الدعوة كانت رسمية؟
زيارتنا كانت بشكل رسمي، وبدأت بسوريا، حيث تم استقبالنا من قبل رئيس مجلس الشعب السوري محمود أبرش، ثم زرنا طهران وحضرنا مؤتمر "غزة والمقاومة"، إلى جانب لقاء رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني.
ثم ذهبنا بزيارة سريعة إلي السودان للتضامن مع الرئيس السوداني عمر البشير، بصحبة رئيس مجلس الشورى الإيراني، ورئيس البرلمان السوري، ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، و35 برلمانيًا عربيًا.
ثم انتقلنا إلي سلطنة عمان وشاركنا في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، والتقينا رئيس مجلس الشورى العماني، لنزور بعدها اندونيسيا وكان في استقبالنا رؤساء الغرف البرلمانية الاندونيسية الثلاثة وعدد من أعضاء البرلمان الاندونيسي.
ثم انتقلنا إلي البحرين حيث كان في استقبالنا رئيس مجلس الشورى البحريني وكانت الزيارة ايجابية فقابلنا ملك البحرين وعدد من النواب المساندين للقضية الفلسطينية من بينهم الشيخ ناصر الفضالة.
ثم انتقلنا إلي دولة قطر وكان في استقبالنا رئيس مجلس الشورى القطري والتقينا بأمير قطر، ثم السعودية وكان في استقبالنا رئيس مجلس الشورى السعودي، وزرنا الملك السعودي، واستمعنا إلي جلسة برلمانية.
كما زرنا لبنان وقابلنا رئيس مجلس النواب اللبناني، وناقشنا بعض القضايا ومنها أوضاع الفلسطينيين الصعبة في لبنان، وطالبناه بضرورة الإسراع في إعمار مخيم نهر البارد الذي زرناه مع مخيمات أخرى وقابلنا عدداً من القيادات السياسية والبرلمانية.
ثم انتقلنا إلي أثيوبيا، وشاركنا في مؤتمر اتحاد البرلمان الدولي (يعقد كل ستة شهور، بحضور برلمانات دول العالم بما فيهم ممثلين عن الاحتلال الإسرائيلي)، والتقينا خلاله برلمانين من تركيا وفنزويلا واندونيسيا وماليزيا والعراق وإيران.
وبعد هذا المؤتمر عاد بعض أعضاء الوفد إلي غزة وبقيت أنا والنائب عبد الرحمن الجمل، وتلقينا دعوة من الجزائر وزرناها والتقينا عدد من البرلمانيين، وشاركنا في عدة أنشطة شعبية وجماهيرية.
وشاركنا بعدها في مؤتمر بتركيا بعنوان "المؤتمر الشعبي العالمي الأول لنصرة غزة"، وحضره عدد من الوفود العربية والعالمية، إضافة لحضور مؤتمر الحزب الإسلامي الماليزي.
- هل لاحظتم دعم ومساندة حقيقية للشعب الفلسطيني خلال هذه الجولة الموسعة؟
لمسنا دعمًا حقيقيًا صادقًا خاصة في المواقف السياسية التي تعرفوا عليها منا، فلابد لهم أن يسمعوا منا، ولابد أن لا نبعد كثيرًا عن العالم, فكنا نعتقد بأن الناس يتعرفون علي معاناتنا عبر وسائل الإعلام، لكن هذه الجولات ونقل المعاناة بصورة مباشرة تؤثر أكثر من وسائل الإعلام.
- كيف تقيم العلاقات الخارجية لحركة حماس والحكومة الفلسطينية بقيادتها؟
أتصور أن الحرب الأخيرة أثرت علي الشعوب العربية بصورة كبيرة، ولا نستغرب أن هناك دعوات أوروبية من أجل محاكمة قادة الاحتلال جراء الحرب الأخيرة علي غزة، فالقضية ليست قضية حماس وإنما قضية شعب يتعرض لحصار وظلم تحت الاحتلال، وبرغم ذلك فإن حماس والحكومة استطاعت توسيع علاقاتها في كل دول العالم.
- هل لقاءاتكم كانت سياسية بحتة، أم أنها شملت قضايا أخري؟
في مجملها سياسية، لكن دائما نشرح قضيتنا بصورة شاملة وأبعادها المختلفة، مما جعل هذه الجولة تثمر وتوقع في نفوس العديد من أصحاب القرار التعاطف مع الشعب الفلسطيني.
- كيف تقرأ حماس هذه الدعوات خاصة أن أغلب زياراتها رسمية؟؟
دول العالم أصبحت تدرك أكثر من أي وقت الظلم الذي يقع علي الشعب الفلسطيني بسبب الحصار والعدوان، فالشعوب العربية أبدت تضامنًا وتعاطفًا شديدًا معنا.
- ماذا لو دعا محمود عباس لانتخابات تشريعية ورئاسية وأجريت بمن حضر؟
إذا أراد عباس أن يقر انتخابات دون مصالحة أو حوار، فإنه لا يستطيع ذلك، فهو (عباس) كان له مفاجآت عديدة في الأمور السياسية, ونؤكد عدم مقدرته علي فعل ذلك في المرحلة الحالية، لأنه لا انتخابات بدون توافق.
-ألا تخشون من مخطط إخراج حماس من الساحة السياسية بنفس الطريقة التي دخلت فيه بالانتخابات التشريعية والقانونية؟
نعم هذا ما يريدونه بالتحديد، فالقضية ليس فقط بأن دخلت حماس أم لم تدخل، فالقضية أن الانتخابات إذا أرادوا لها أن تنجح فلا بد لها من ضوابط، فالمجلس السابق بقي عشر سنوات دون انتخابات، والمجلس الوطني يجيز أن يبقي المجلس التشريعي في مكانه ما لم يأتي مجلس أخر ليستلم مهامه, فلا يوجد ما يجبرنا علي أن نقبل بانتخابات لا نضمن نزاهتها.
- هل الوساطة المصرية في طريق الحوار وصلت إلي طريق مسدود؟
الوساطة المصرية لم تصل إلي طريق مسدود، وأعتقد أنها لن تصل لطريق مسدود مستقبلاً، فمصر تسعي بكل جهد من أجل إنجاح الحوار، ومن الممكن أن تضغط علي الطرف الذي يتمنع عن تحقيق المصالحة، فالوساطة المصرية قادرة علي إدارة الأمور ولكن هذا يحتاج لصدق حركة "فتح" وأن تتعاطى مع الحوار بشكل جدي.
- القدس تتعرض لحملة شرسة والتهديدات متلاحقة لها وخاصة بعد "تصفية المقاومة في الضفة الغربية؟".
القدس تحتاج لوقفة شاملة وجامعة من الأمة العربية والإسلامية، أما بخصوص تصفية المقاومة في الضفة، فإنها أثرت لأن الاحتلال بعد تصفية المقاومة علي أيدي أجهزة عباس تجرأ علي كل شيء بمن فيها القدس.
وأيضًا لا بد أن يعرف الجميع أن المسجد الأقصى إذا تعرض لسوء لا سمح الله، فإن مقدرات الأمة العربية تكون قد ذهبت معه، وأعتقد أن الأمة ستنهض بإذن الله حتى تحرر كل الأراضي المسلوبة.
- هل بذلتم جهود محددة خلال زيارتكم لدعم المقدسيين ومدينة القدس؟
نعم.. في كل لقاء كنا نتحدث عن القدس والخطر المحدق به، فنحن نعتبر هذا واجب علينا وكنا نذكر أصحاب القرار والشعوب بالقدس وما تتعرض له، ونشدد على ضرورة القيام بواجبهم تجاه القدس وأهلها.
- كيف تقرأ أحداث رفح الأخيرة، وكيف يمكن معالجة ذلك؟
هذه الظاهرة ليست جديدة، وإنما ظهرت منذ سنوات وليس فقط بعد الحسم العسكري، أما عن ظهورها في غزة فهم لأنهم تأكدوا أن حكومة غزة تعطي فسحة وحرية ومجال في محاربة الاحتلال ومن أجل الدفاع عن البلد وحماية المقدسات, فتحت هذا الشعار استطاع هؤلاء أن يتسللوا إلي غزة بفكرهم، ولكنهم حرفوا بوصلتهم من محاربة الاحتلال إلي محاربة المجتمع المسلم في غزة.
وبالنسبة للأفكار التي يحملوها أفكار هي خارجية عانت منها العديد من الدول العربية والإسلامية، لأنهم يفجرون ويحرقون ويدمرون، وحذرنا من هذه الأفكار في مواقف عديدة من خلال المساجد واللقاءات والندوات ووسائل الإعلام، وأعتقد أن محاربة هذا الفكر وتحصين المجتمع منة يتم عن طريق تحصين الأجيال منه حتى لا يكون هو السائد في لجوء الشباب له.
فلا بد من همة ونشاط لعلماء الإسلام ليبينوا أحكام الإسلام والفهم الصحيح للإسلام وأن يبينوا سماحة الإسلام، لأنه لا يعقل أن نترك هذا الفكر يستفحل في بلادنا، ولابد أن نبين كيف دعا الرسول إلي الإسلام وكيف كان يعامل أصحابه، فواجب العلماء أكبر من واجب الحكومة التي تحفظ الأمن لأن العلماء هم الذين يصلون إلي قلوب المواطنين.