نشرت اليوم الاحد صحيفة "يديعوت احرونوت" تقريرا سريا عن الطيار الاسرائيلي رون اراد الذي وقع في الاسر عام 1985 واختفت آثاره منذ ذلك التاريخ، حيث حاولت اسرائيل الوصول الى معلومات عنه قادها لخطف القياديين في حزب الله عبد الكريم عبيد ومصطفى ديراني وكذلك كان رون اراد الحاضر الغائب في كل صفقات التبادل التي تمت خلال الفترة السابقة بين حزب الله واسرائيل.
وبحسب ما ورد في التقرير السري الذي نشر اليوم فانه تم تشيكل لجنة اسرائيلية خاصة قبل اربع سنوات برئاسة اهارون فركش رئيس شعبة الاستخبارت العسكرية في الجيش الاسرائيلي للبحث وجمع المعلومات عن رون اراد، حيث اكدت هذه اللجنة ان رون اراد كان على قيد الحياة حتى بداية عام 1995 وبعد هذا التاريخ توفي نتيجة مرض في لبنان دون ذكر طبيعه المرض، وقد حاولت ايران وحزب الله اخفاء الامر والتنصل من الموضوع وكذلك عدم معرفة مكان جثته.
وتضيف الصحيفة انه منذ بداية التسعينيات حاولت اسرائيل الحصول على معلومات عن رون اراد واعادته الى اسرائيل وقد استعانت بالمانيا التي كانت تقوم بمفاوضات مع ايران وكذلك مع حزب الله عن رون اراد، وقد كانت الامور تسير بصورة جيدة والمفاوضات كانت تصل الى نتائج ايجابية ولكن من دون اي مقدمات ابلغ السفير الايراني في المانيا المفاوض الالماني ان ايران لا تعرف من هو رون اراد ولا يوجد لديها اي معلومات عن مكانه واذا كانت لديكم شكوك انه متواجد في لبنان ولدى حزب الله عليكم التوجه الى حسن نصر الله وهو قد يفيدكم، وقد جاء هذا التغيير المثير في الموقف الايراني بداية عام 1995 حيث لم يفهم المفاوض الالماني اسباب هذا التغيير في حينه.
وتضيف الصحيفة انه جرى تشكيل العديد من اللجان في الجيش الاسرائيلي لبحث موضوع رون اراد حيث لم يصدر عن هذه اللجان موقف نهائي بان رود اراد ليس على قيد الحياة حتى بعد التبادل الاخير مع حزب الله وتسلم اسرائيل جثث ثلاثة جنود الذين تم اسرهم بالقرب من مزارع شبعا، واستمرت المفاوضات مع حزب الله على رون اراد وكان بين السطور في صفقة التبادل ان يقوم حزب الله بتقديم المعلومات التي لديه بخصوص رون اراد بعد الافراج عن الاسير اللبناني سمير القنطار.
وتشير الصحيفة إلى ان اللجنة التي يرأسها فركش جمعت كافة المعلومات والنتائج التي وصلت اليها اللجان السابقة وكذلك التحقيقات التي جرت مع مصطفى ديراني اثناء اسره، حيث خرجت بنتيجة ان رون اراد تم نقله في وقت محدد بعد سنة 90 الى ايران وكان يتواجد لدى الايرانيين بالاتفاق مع حزب الله وذلك بعد خطفه من بيت مصطفى ديراني دون ان يعلم لماذا والى اي جهة تم اخذ رون اراد، حيث وافق مصطفى ديراني على الاحتفاظ برون اراد في بيته لوقت محدد ذلك لتخوفاته من قيام الجيش الاسرائيلي بانزال واقتحام بيته، حيث برز اسم مصطفى ديراني في حينه بعد ان قامت عناصر من حزب الله بخطف الطيار الاسرائيلي من منظمة أمل التي كانت وراء اسرة عام 85، وبحسب تقرير اللجنة فانه تم خطف رون اراد من بيت ديراني دون ابلاغة بشيء وبعد ذلك وصل الى ايران.
وتضيف الصحيفة ان اللجنة تقدر ان رود اراد عانى من مرض خطير في عام 95 ولم يتلق العلاج المناسب ما ادى الى موته في هذا العام وبالذات في الوقت الذي ابلغ فيه السفير الايراني في المانيا موقف ايران بانها منذ الان لا يوجد لها دخل في المفاوضات الجارية بخصوص رون اراد وانها لا تعرف شيئا عنه والامر لدى حزب الله.
وتشير الصحيفة الى ان هذه التقديرات ليس فقط لدى هذه اللجنة وانما لدى العديد من قيادات الجيش وكذلك موقف رئيس الموساد الاسرائيلي وباقي الاجهزة الامنية حيث تم ابلاغ رئيس الجيش الاسرائيلي دان حالوتس قبل انهاء مهامه بهذه النتيجة، وان رون اراد توفي ويبقى التوصل الى جثته واعادتها الى اسرائيل.
وذكرت الصحيفة ان فركش قد عرض قبل سنوات على رئيس الحكومة الاسرائيلية آنذاك ارائيل شارون وجهة نظره مع بعض المسؤولين الامنيين الاخرين في احدى الاجتماعات، وقال "آن الاوان لاغلاق ملف رون اراد لانه لم يبق على قيد الحياة وكل المعلومات تشير بشكل واضح انه توفي" وقد رد شارون على فركش في حينه "اهارون بحياتك اترك هذا الموضوع".