الشيخ عكرمة صبري:كل من يفعل ذلك فهو كافر وخارج من الملة

أكد سماحة الشيخ عكرمة صبري

على الفتوى الشرعية بأنه
.
"يحرُم أخذ أي تعويض عن البيوت المهددة بالهدم والإخلاء في القدس المحتلة

لأن أخذ التعويض هو بمثابة البيع،

والبيع كما هو معلوم حرام شرعا قطعاً، بل هو كبيرة من الكبائر، ومن يرتكبه يخرج من الملة".

اكد سماحة الشيخ الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا أن الحملة التي تشنها سلطات الاحتلال على مدينة القدس بهدف إخلاء البيوت من أصحابها العرب الشرعيين قديمة جديدة، ولكن المدينة لم تشهد حملة شرسة كمثل هذه الحملة في هذه الأيام.

ووصف في خطبة صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى المبارك هذه الحملة بالعنصرية، وأنها تنمّ عن تطهير عرقي.

وأضاف إن رئيس بلدية الاحتلال في القدس فتح منذ توليه مهامه المعركة على مصراعيها وأصدر قرارات جائرة بهدم عشرات البيوت وإخلاء سكانها العرب منها، وطالت هذه القرارات أحياء: الشيخ جراح، والبستان، والعباسية ببلدة سلوان، وبيت حنينا وغيرها من أحياء المقدسيين.

وأشار أنه تم خلال هذا الأسبوع طرد وتشريد سبعين نفراً من بيوتهم في حي الشيخ جراح بالقدس وأصبحوا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
وقال: "إنها من المنجزات العنصرية اللا إنسانية لرئيس البلدية الجديد الذي أعدّ نفسه لها بدلاً من أن يقيم المدارس التي يفتقر إليها المواطنون في مدينة القدس".

وشدّد على أن هذه الإجراءات التعسفية العدوانية تأخذ الطابع السياسي التهويدي ليصبح العرب في القدس أقلية، في حين يجلب الاحتلال المستوطنين إلى القدس ليصبحوا هم الأغلبية فيها.

وطالب أصحاب البيوت المهدّدة بالإخلاء وبالهدم بأن يقفوا وقفة إيمانية خالصة لله الواحد الأحد، وخاطبهم قائلاً: "أُشدد عضدك بأخيك، ولا تفسحوا مجالاً لشياطين الإنس أن يدخلوا بينكم فهذه الأرض المباركة لا تحتمل الخبث بل تكشفه وتلفظه، وإن ثواب المُرابط فيها كثواب المجاهد في سبيل الله."
وأكد سماحته على الفتوى الشرعية التي أصدرها مؤخراً، ومفادها بأنه "يحرُم أخذ أي تعويض عن البيوت المهددة بالهدم والإخلاء لأن أخذ التعويض هو بمثابة البيع، والبيع كما هو معلوم حرام شرعا قطعاً، بل هو كبيرة من الكبائر، ومن يرتكبه يخرج من الملة".

من جهة ثانية، لفت سماحة الدكتور صبري إلى أن المسجد الأقصى المبارك الآن معرض للأخطار والانتهاكات أكثر من أي وقت مضى، من خلال دخول المتطرفين اليهود إلى باحاته.
وقال: "إن دخولهم لأمرٌ منكر وتدنيسٌ واعتداءٌ عليه، إنهم يحلمون ببناء هيكلهم المزعوم، وإن المجسم لذاك الهيكل يُعبّر عن نواياهم الخبيثة التآمرية العدوانية".

وأضاف: "إن المسجد الأقصى المبارك حاضر في قلوبنا وعقولنا وفي أحاسيسنا ومشاعرنا بشكل دائم ومستمر، كيف لا وهو مرتبط بعقيدتنا وإيماننا".
وطالب سماحة الدكتور صبري المسلمين بشكل مستمر شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك للصلاة فيه ولحمايته وللمحافظة عليه، وشدد على أن المسجد الأقصى للمسلمين وحدهم، وهو فوق القوانين المحاكم، وهو أسمى من أن يخضع لأي قانون أو أي محكمة.
وحيّا رئيس الهيئة الإسلامية العليا المُصلين المسلمين الذين لبوا النداء ورابطوا في المسجد الأقصى يوم الخميس الفائت 30-7-2009، كما حيّا المعلمين والمعلمات والمشرفين على المخيمات الصيفية الذين يربطون الفتيان والفتيات بالمسجد الأقصى المبارك. وقال: "إنه الأمانة الغالية التي يجب أن تنتقل إلى الأجيال الصاعدة".

إلى ذلك، ضم سماحته صوته إلى وثيقة الشرف التي تتعلق بكبار السن وبالآباء والأمهات بوجوب الإحسان إليهم وعدم إلحاق الأذى بهم وعدم استعمال العنف ضدهم.

وكان آلاف المواطنين الفلسطينيين من مدينة القدس المحتلة وضواحيها وأحيائها والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 أدوا صلاة الجمعة في رحاب الأقصى المبارك رغم العراقيل والحواجز العسكرية والشرطية المُباغتة التي انتشرت في أنحاء متفرقة من مدينة القدس، فيما حلقت مروحية شرطية في سماء القدس العتيقة والمسجد الأقصى لمراقبة تحركات المواطنين.
وشهدت أسواق مدينة القدس داخل البلدة القديمة حركة تجارية نشطة واستمرت إلى ما بعد صلاة العصر.